الخميس، 31 يناير 2013

موريتانيا في الحرب على مالي .. من لاعب احتياط إلى حارس مرمى



محمد فال ولد بلال 
بيْنما كنْت أسْتمِع لنقلٍ مباشرٍ لمباراةٍ في كرة القدم جمعتْ بيْن "زامبيا" و "بركينا - فاصو" ضمْن الدّور الأوّل لكأسِ إفريقيا للأمم, فإذا بِي أجِد ردّا شافيّا على سؤالٍ يراودني منذ أيّامٍ عن حقيقة الموقف الموريتاني من الحرب على مالِي, وحقيقة دورها, وهلْ هي مشاركة في الحرب أمْ هي رافضة لها؟ وما هي حقيقة أمْرِها؟ لأنّ موْقفها ما انْفكّ يشوبه الغموض في نظرِي منذ بداية الأزْمة.
أحْيانا أقول في نفْسي, إنّ موريتانيا خارِج هذه الحرب بدليل أنّها لمْ ترسل جنديّا واحدا إلى مالي, ولم يصْدر عنها تصْريح واحد أو بيان يشِي بأنّها تعْتزِم المشاركة...فهي لا تريد الحرْب, و تخْتار النّأْي بنفْسها ...لذلك, تخلّتْ عنْ ملاحقةِ مرْتكبي جريمة قتْل الدّعاة الموريتانيين خوْفا منْ أنْ تكون ملاحقتهم سببا لنشوب حربٍ, وتقاعستْ عنِ الرّعايا الموريتانيين و تركتْهم و ممْتلكاتهم يواجهون السّلب والنّهْب, أيضا مخافة الحرب .
و أحْيانا أقول... لا؛ إنّها مشاركة في الحرْب لِكوْنِها لمْ تتّخِذْ قرارا واحدا, ولمْ تصدِرْ بيانا واحدا يندِّد بالتّدخلِ الفرنسي أو يشْجبه , أو يدينه...بلْ على العكْسِ من ذلك, فتحتْ سماءها, و أغْلقتْ أرْضها, و سخّرتْ مخابراتِها للحرْب, و هي وحْدها التِي تعْرف لغة السّكان في شمال مالي, وتعْرف عشائرهم و بيوتهم و عاداتهم و أعرافهم, إلخ...ثمّ ما لبِثتْ أنْ قامتْ بمطاردةِ و اعْتقالِ أشْخاصٍ لمجرّدِ الاشتباهِ في انْتمائِهم لتيّاراتٍ فِكريّةٍ و سيّاسيّةٍ مناوئةٍ للحرب...
ومن هنا, اخْتلطتْ علىّ الأوراق و التبست الأمور...و وجدْت نْفسي تائِها أمام مشهديْ المشاركة في الحرب من جهة, و عدم المشاركة فيها من جهة أخرى...و بدأت أتساءل في نفْسي , هلْ هناك فارق موضوعي أو حاجز حقيقي يفْصل بيْن المشاركة و عدمها ؟ و هلْ هناك موقع يجمع بيْن المشْهدين ؟ و كيْف يكون ذلك ؟ ظللت على هذا الحال حائِرا و متردِّدا لأكْثر من أسْبوعٍ إلى أن استمعْت لِنقْل معركةِ "زامبيا" و "بركينا – فاصو" ...وجدْت الجواب من وحيِ كرة القدم...
وجدْت أنّ المدرّب يستدعي للمعْركةِ فريقا مكوّنا من 22 لاعبا , نِصْفهم فقط يدْخل الميْدان و يباشِر اللّعِب, و النِّصْف الآخر يبْقى في الاحْتِياط, خارِج الملعب ...لكنّه واقِف على خطّ التّماس,و مشارِك في المباراة عبْر المشورةِ و إبْداءِ الرّأي و إسْداءِ النّصْح... وعنْد الاقْتضاء, يدْخل السّاحة و يباشِر الصّراع. و قدْ يكون من بيْن لاعبي الاحتياط لاعبين أساسيّين يخْتزِنهم المدرّب على أنْ يزجّ بِهم في الوقت الذي يراه مناسِبا حسب تطوّر الأوْضاع داخِل الملْعب...
و وجدْت كذلك أنّه قد يخْتزِنهم لِسبب الإصابة ( "الصّديقة" ) وعدم اللِّياقة , أو لِكسْب قِسْطٍ مسْتحقٍّ من الرّاحة بعْد المشاركة في تصفيّاتٍ قاسيّةٍ للفوْز بكأسٍ غاليّةٍ ( مثل كأس "جرْمانو", ونحْوِها ), أو لسبب جفاءٍ معْلومٍ أوْ تعارضٍ مشْهودٍ مع بقيّةِ اللاّعبين ( مالي, بركينا- فاصو, ساحل العاج, السينغال, النيجر...), أوْ لِصعوبةِ مِزاجِ اللاّعب و تقلّبِه, وذلك حِرْصا على سلامة الجوّ داخِل الفريق, والسّهر على وِحْدته و انْسجام صفوفه...
وبالعودة إلى موضوعنا, موضوع الحرب على مالي, لقد تبيّن لي أنّ مدرّب فريق الحرب "فرنسوا هولاند" شكّل فريقه (22 لاعبا ) ووزّع الأدْوار لِكسْب الشّوْط الأوّل من المباراة....لاعِبون دخلوا الميدان , و آخرون بقوا في الاحتيّاط...ولأنّ "هولاند" يدْرِك تمام الإدراك بأنّ الحرب ستطول وبأنّها ستحْتاج - لا محالة - لأشواطٍ إضافيّةٍ و ضرباتِ جزاء, وربّما أكْثر من ذلك...لِجوْلاتِ إعادةٍ , فإنّه ما فتئ يخصِّص عناية بالغة للاعبي الاحتياط, و يكيل لهم من عبارات الشّكر والمديح ما يفيض عن الحاجة, سواء بمناسبة أو بدون مناسبة...
وبالنّظر إلى تصريحات المدرّب نفْسِه " افرنسوا هولاند " في أكْثر من مكان, وآخرها في باريس وأبو ظبي, وبالنّظر إلى بيانات طاقمه الفنّي (وزارتيْ الخارجية والدّفاع ) وباقي مساعديه, و تعليقات الصّحافة الفرنسيّة, فإنّ موريتانيا كانت مجرّد لاعب ممتاز على قائمة الاحتيّاط حتّى وقت قريب...إلاّ أنّ الأحْداث الأخيرة والتطوّرات النّاجمة عن "أخْذ" مدن الشّمال, واختفاء المسلّحين, وعمليّات الانتقام ضدّ الطوارق والعرب و الفلاّن, ونزوح هؤلاء قاطبة إلى المجهول, وهشاشة الأمن العام...كلّها عوامِل جديدة حدّدتْ مسارا آخر للحرب.
و في سِيّاق الوضْع الجديد, فإنّه من المنْطِقي تماما أنْ يقوم المدرّب بمراجعةِ حساباته, وترتيبِ أوراقِه, وإعادةِ انتشارِ لاعبِيه. و في هذا الإطار, بدأتْ موريتانيا تتدحْرج من الاحتيّاطِ إلى الوحل, و تنْزلِق إلى مشاركةٍ غامضةٍ...فوْق الاحتياط, وأقلّ من اللّعبِ وسط الميدان...مشاركة, صاحِبها يخاتِل, ويلاحِق بصمْتٍ, ويتابع, ويعتقل في السِّر, ويناور هنا وهناك , من خارجِ خطّ الهجوم, و من خارجِ خطّ الدّفاع...فيما يشْبِه دوْر حارِس المرْمى في التّصدّي لمخاطر"التسلّل" و "المتسلّلين" و صدِّ الهجمات الرّكنية و الجانبيّة المباغتة, وغيْرها من تكتيكات ومكائد اللّعبِ...بالنّارْ.

قائد عسكري يحن لماضيه

الناشط الشبابي: عمر ولد الطيب

بعد انقلاب 2003 الذي كان العمدة الحالي احد قياداته يعود النقيب السابق الذي تحدث عنه الحسين ولد محمود عثمان في احدي مقالته الفائتة بأنه اول قائد عسكري يحصل علي منصب عمدة بلدية مقطع لحجار بمحاولته الانقلابية الثانية لكن هذه المرة بعيد عن العاصمة التي ألقت به خلف القضبان مجربا حظه الثاني في ابراز مواهبه العنفوانية ضد رابطة النخبةللتنمية والتنوير التي يمثل منتسبيها الأغلبية العظمي في الحراك الشبابي المقطعي والتي طالما نظر إليها العمدة بعين الريبة والسبب في ذالك يعود الي الارادة الراسخة لدي شباب الرابطة في جعل البلدية قبلة لكل ذي حق وهو ما لايريده العمدة الذي يكرس كل جهوده لتحويل الموارد الي حسابه الشخصي لأنه يعرف بأن وصوله مجرد زلة مجتمع ولن تتكر حتي وان عادت نفس الظروف انقلاب ستدونه الذاكرة الشبابية في مقاطعة مقطع الحجار وسيفتح الطريق في العطلة القادمة امام جميع الخيارات بعد تجاهل العمدة للحصانة القانونية التي تتمتلكها الرابطة بموجب الترخيص الذي حصلت عليه من قبل وزارة الداخلية واللامركزية والذي يجعل التعامل معها يخضع لإجراءات التقاضي المنصوص عليها في القانون الموريتاني واذا كان السيد العمد ومن حوله لايعرفون السلم القانوني الذي عليهم الولوج منه للحصول علي كراسي هي في الاصل لا تمت لهم بصلة فليتخلو ا عن كبريائهم فالجهل ليس عيب ولكن العيب في التستر عليه ومن القريب في هذه العملية الجبانة التي قامت بها البلدية استخدامها لموافقة خرافية تم التجني من خلالها علي المناضل احمد ولد بداه الذي قال عنه العمدة انه وافق علي استرجاع الكراسي للبلدية والحقيقة ان احمدو لم يجري اي اتصال لا مع العمدة ولا الامين العام في هذه القضية وفي الاخير اقول لكل الشباب المتواجدين علي الفيس واللذين يبدون بين اللحظة والاخري اعجابهم بهذا التصرف اللاخلاقي الذي قامت به البلدية ان الحقيقة جلية لا تتحمل التلويح وان البيان الذي اصدرته الرابطة انما هو مجرد اشعار بخطر قادمومن القريب في هذه العملية الجبانة التي قامت بها البلدية استخدامها لموافقة خرافية تم التجني من خلالها علي المناضل احمد ولد بداه الذي قال عنه العمدة انه وافق علي استرجاع الكراسي للبلدية والحقيقة ان احمدو لم يجري اي اتصال لا مع العمدة ولا الامين العام في هذه القضية وفي الاخير اقول لكل الشباب المتواجدين علي الفيس واللذين يبدون بين اللحظة والاخري اعجابهم بهذا التصرف اللاخلاقي الذي قامت به البلدية ان الحقيقة جلية لا تتحمل التلويح وان البيان الذي اصدرته الرابطة انما هو مجرد اشعار بخطر قادم

الأربعاء، 30 يناير 2013

"فيسبوكيات" نظرة على اهتمام الشباب بآخر حدث في المقاطعة

تناول النشطاء الشباب على صفحات الفيس بوك قضية مصادرة الشرطة لبعض المقاعد التي كانت بحوزة رابطة النخبة الشبابية، معتبرين أن الأمر استهداف مقصود للرابطة لأن البلدية لم تقم باسترداد بعض المقتنيات الموجودة عند أشخاص معروفين ويتصرفون بها تصرفا لايخدم الشأن العام، واعتبر البعض الآخر أن البلدية مارست حقها في استرجاع ممتلكاتها، وإليكم النقاش:

Sayid Yahya:
افصل بعد المقاطعة في النظافة وتقسيم المساعدات بصفة شفافة ولاني بعد العادو حصلوا اعل المقاعد بطريقة غير شرعية ضد سلبها منهم بل محاسبتهم

Taleb Moustapha
الأخ أحمدو الخبر غير واضح ....... الشرطة لم تأخذ مقاعد المقهي الخاصة به وإنما أخذت مقاعد من ملك البلدية حسب ما فهمت 

....... الرجاء تفصيل الخبر إذا كنت حصلت على بعض المعلومات........


Ahmedou Afane

المفاعد البلد ية الاخ مصطفى وهذ خبر اكيد حصلو عليها اثناءاقامتهم لحفل افتتاح الرابطة قد متها البلدية بحسن نية وبوعد من الشباب بارجاعها


Taleb Moustapha

جاء الحق............

Youssouf Hassoune Mauritani 


أحمدو عفان يبدو أنك لا تملك معلومات عن المقاعد 

أولا لمعلوماتكم اليونسيف قدمت منذ ثلاث سنوات معدات لدعم الشباب وإقامة منزل له هذه المعدات هيي : 150 مقعدا بقيت منهم 

47 و الباقي ستشاهدوه في السوق عند مختلف التجار

5 كمبيوترات ثابتة 4 إختفت و 1 يستخدمه الأمين العام للبلدية إنداو 
جهاز تلفزيون مع كامل تجهيزاته و فيديو و هم الإن في حوزة لمني
3 مكاتب جاهزة إختفت 
3 أبواق كبيرة مع تجهيزاتها بحوزة رئيس الشباب معاوية 
وما خفي أعطم 
فعلا رابطة النخبة قدمت طلبا لأخذ المقاعد من أجل حفل الإفتتاح في بداية العطلة و أخذتهم ولمعلوماتك الرابطة وجدت المقاعد في قاعة الحاكم بعد أن مر عليهم أسبوع مرميين هنالك بعد أن أستخدمو لأغراض سياسية و هذا محظور 
المهم بعد أخذنا للمقاعد بمدة توجهنا إلي البلدية و عرضنا عليها إعادة جميع معدات الشباب ووضعها في مكان آمن يستطيع أي شاب أو أي نادي أن يستخدمهم متي ما شاء في البلدية إلي حين فتح دار للشباب بل حتي إننا عرضنا أن نساهم ماديا في فتح دار للشباب وافقو في البداية إتصلنا بالمعنيين فرفضو المجيئ و قررنا أن نجتمع بعدها بيومين و أتينا الي البلدية و بعد انتظار طويل لم يأت الا معاوية وحده ورفض أن يعيد ما عنده و رفض الأمين العام كذالك و رفضت لمني و رفض العمدة و نحن بدورنا أبقينا علي الكراسي 47 
لماذا لا يتهجم العمدة علي الإخرين لإخذ بقية المعدات ؟


Ahmedou Bouddaha 
فعلا يوسف المقاعد وغيرها من التجهيزات الاخرى التي ذكرت هي للشباب وانا على فكرة هو من استلمها من عند اليونسيف.
هذا من ناحية المبدأ ومن اجل الجواب على استشكال من تسائل عن ملكية المقاعد مع انه غير اساسي فالتصرف مدان حتى ولو كانت المقاعد ملكا شخصيا للسد العمدة الموقر.
اما عن احتفاظ الرابطة بالمقاعد فلم تقم به تحت جنح الليل بل قامت به في رابعة النهار، ولكنها لم تقم به الا بعد ان طلبت البلدية ممثلة عمدتها وامينها العام ان بحوزوا عليهم كل ما هناك من معدات واجهزة للشباب خاصة وانها صارت تستخدم لاغراض شخصية وشبه شخصية، ولم يتوقف الامر على ذلك بل وصل مرة الى الحاكم.
امام كل هذه المحاولات لم تكن البلدية ممثلة في الشخصين المذكورين راغبة في حيازة اي شيء من هذه المعدات كلها الا ما يقع منها تحت ايدي براطة النخبة!
الرابطة بدورها كانت ترهن تسليم المقاعد التي باسترداد المعدات الاخرى التي لا يجرؤ القيمون على البلدية على استعادتها لاسباب هم وحدهم من يعرفها!
هذا هو السياق وعندي تفاصيل اكثر في الموضوع لا اريد ان اجبر على الادلاء بها.

المنظومة الضريبية وضرورة الإصلاح !!


الطالب مصطف ولد أحمد سالم: خبير مالي متخصص في العلوم الضريبية وتقنياتها
لقد كانت الضرائب وما زالت تفرض بموجب القانون، وبما تمتلكه الدولة من سلطة قانونية وتشريعية وتفويض اجتماعي؛ من أجل تحقيق مجموعة من الوظائف والأهداف الاجتماعية والاقتصادية، كما أن هناك ضوابط وإجراءات لتسهيل جبايتها وتحديد الكيفية التي تجبى بها، وقد اجتهد علماء القانون وخبراء الاقتصاد في وضع وتكييف القوانين المتعلقة بالضريبة، حيث تكون ملائمة ومنسجمة مع الواقع، فتوفر مناخ ملائم للإستثمارات، ودعم التنمية الاقتصادية وتعزيز دور الفرد في خدمة المجتمع وتنظيم العلاقات الضريبية وتحقيق العدالة الاجتماعية.
كلها أمور تجعل من الاصلاح الضريبي في الوقت الحالي أمرا لا مناص منه، فالقانون رقم 82-060 الصادر بتاريخ 24 مايو 1982 يعتبر هو القانون الأساسي المنظم للضرائب في موريتانيا، مشكلا بذلك أساس التقنين الجبائي، إضافة إلى هذا النص الأساسي توجد بعض التشريعات الجبائية المتناثرة ضمن القوانين الأخرى كما هو الحال بالنسبة لمدونة التعدين، الأمر القانوني المنظم لاستغلال المواد النفطية، القانون المنظم لقطاع الصيد والمراسم المطبقة له، القانون الجمركي، مدونة الاستثمار..إلخ.
ورغم التغييرات العديدة التي أجريت عليه ومحاولة الإصلاح، خصوصا بعد الإصلاح في نظام الضرائب غير المباشرة من خلال إدخال الضريبة على القيمة المضافة 1994، فإن هذا النظام ما زال لم يساير العصر بعد، ويتماشى مع متطلبات التنمية خصوصا في العهد الجديد ؛ موريتانيا الجديدة، ومن هذا المنطلق فإن الواقع اليوم يتطلب إصلاح النظام الضريبي الموريتاني، وخاصة إذا ما نظرنا إلى التقارير الصادرة عن إدارة الضرائب وكذلك الكتلة النقدية المحصلة من طرف هذه الإدارة، ضف إلى ذلك الإصلاح الذي تتمتع به الإدارة الموريتانية في الوقت الحالي، فقوة الإدارة السياسية وقدرتها على فرض الإصلاح تعتبر ذات أهمية، فأي إصلاح جدي يتطلب أولا إدارة سياسية قوية وخاصة في دولة كدولتنا التي استشري فيها الفساد وبلغ عنان السماء، فالإدارة السياسية هي الضامن الفعلي للتطبيق الفعال للقوانين وتأمين التمويل، وإجراء تغييرات تكميلية من الوجهة القانونية وعلى مستوى السياسات، فالأرقام الواردة من إدارة الضرائب تحث على هذا الاصلاح؛
فإذا ما نظرنا إلى الحصيلة الضريبة خلال السنوات الثلاثة الماضية نجد أنها في تحسن يجب دعمه وتشجيعه فخلال سنة 2010 بلغت الارادات الضريبة 70 مليار لتبلغ في عام 2011 ما ينهاز 90 مليار أوقية لتصل في عام 2012 إلى أكثر من 133 مليار ، إن هذه الزيادة المستمرة على مستوى الايرادات الضريبية يجب أن تحافظ عليها الدولة وتسعى إلى زيادتها، فالضرائب هي أهم مورد لتمويل ميزانية الدولة محليا وهي أبهي صور التكافل وتوزيع الثروة بين أفراد المجتمع، فكل ما نتخبط فيه من الفقر والتهميش يعود بالدرحة الأولى إلى عدم توزيع الثروة بين أفراد المجتمع توزيعا عادلا، كل هذه الأساب تجعل من موضوع الإصلاح ضرورة لا مناص منها، ولن يتحقق ذلك بدون اصلاح ضريبي شامل وكامل. فكيف يمكن تطبيق هذا الإصلاح على أرض الواقع ؟ وما هي عوائقه؟
يعرف الاصلاح الضريبي بصورة عامة على أنه " عملية تشمل تبسيط النظام الضريبي القائم من خلال تقليل عدد الاسعار الضريبية وجعلها أكثر واقعة، وتوسيع الأوعية الضريبية مع استبعاد الفقراء، والتخفيف عن كاهلهم بشكل يقلل من المصروفات الضريبية، ويفعل من النظام الضريبي، ويجعله أكثر اتساقا وتناغما مع الأداء الداخلي المطلوب والتطورات الخارجية المتسارعة ". فالإصلاح الضريبي مرتبط بإصلاح كل من النظام المالي و الاقتصادي، فلا يمكن تطور الدولة، و مسايرتها للركب، والتماشي وروح العصر، بدون تطور المنظومة الضريبية وإصلاحها، فهذا الاصلاح يجب أن يمر من زاويتين الأولى على مستوى الإدارة، والثانية على مستوى النصوص القانونية المنظمة للقانون الضريبي، فكيف يمكن ذلك؟
أولاـ على مستوى الإدارة الضريبية
تعتبر الادارة الضريبية من الإدارات ذات المهام الصعبة والمهمة في نفس الوقت، فمهامها صعبة حيث يناط بها تطبيق القانون الضريبي، ومن هنا تنشأ العلاقات الصعبة والمتشابكة مع الملزمين بأنواعهم المختلفة وإمكانياتهم وأنشطتهم المتعددة، وهي مهمة إذ يناط بها تحصيل الإيرادات التي تستخدمها الدولة في تمويل نفقاتها، وعلى أساس ذلك فإن قوة هذه الإدارة أو ضعفها يترتب عليه آثار عديدة قد تؤدي إما إلى احكام المراقبة والوصول إلى حقوق الخزينة كاملة وإما إلى ضياع كثير من هذه الحقوق وإفلات كثير من الملزمين وتهربهم من أداء التزاماتهم الضريبية،
وحتى تتماشى الإدارة مع أي إصلاح ضريبي فإنه يجب أن يمر هذا الإصلاح منها، وبالنظر إلى تركبة الادارة الضريبية الحالية وكيفية ممارستها لعملها يرى المتتبع أن هذه الإدارة بحاجة إلى إصلاح حتى تتمكن من القيام بمهامها على أحسن وجه، فعلى الرغم من التحسن الذي طرأ عليها في السنوات الآخيرة إلا أنها مازالت بحاجة إلى الموارد البشرية بحاجة إلى أصحاب خبرة في المجال بحاجة إلى موارد بشرية كفئة، وحتى يتم تطور هذه الإدارة وتحديثها يجب العمل بالتالي:
-  يجب خلق إدارت لكل من الوعاء والتصفية وقباضات لتحصيل الديون الضريبية ومصالح للمنازعات الضريبية تابعة للمديرة العامة للضرائب؛
-  يجب على الإدارة الضريبية أن تعمل على التنسيق بين المصالح المركزية وباقي المصالح الأخرى للحد من ظاهرة التهرب الضريبي؛
-  تكوين وتأهيل الموارد البشرية للإدارة الضريبية؛
-  تحديث وسائل عمل الإدارة الضريبية (الانتقال إلى الإدارة الإلكترونية).
وعلى مستوى علاقة الإدارة الضريبية بالملزم فإن الإدارة أصبحت مطالبة بالعمل على خلق تواصل فعال بينها وبين الملزمين فهو بيت القصيد في أي إصلاح وأهم طريقة لزيادة المردودية الضريبية، وهو عامل أساسي في إقناع الملزمين وحثهم على أداء واجباتهم الضريبية، لذا يتوجب على الإدارة الضريبية الموريتانية العمل على خلق منظومة تواصلية بينها وبين الملزمين.
ثانياـ على مستوى النصوص القانونية
إن النصوص القانونية الحالية المنظمة للقوانين الضريبية يجب إعادة النظر فيها وتنظيمها، فإصلاح هذه النصوص يعتبر أحد الركائز والأعمدة الرئيسية للأي إصلاح، فهذه النصوص لها أهمية كبيرة فيما يخص إعادة توزيع الدخل القومي، ولها وظائف اقتصادية و اجتماعية غاية في الأهمية، فمن أين يأتي الخلل وما هي سبل القضاء عليه؟
من أجل القيام بإصلاح ضريبي جدي وفعال لا بد من تخفيض العبئ الضريبي على الدخل ومدخلات الانتاج لتشجيع الاستثمار والإنتاج والادخار وتخفيف أعباء الرسوم الجمركية على المواد الأولية اللازمة للصناعة لتخفيض تكلفة الإنتاج، والعمل على إعفاء كل الصادرات التي تعتبر مورد مهم لجلب العملات الصعبة، ويجب على الخصوص العمل على سن قوانين واضحة في هذا المجال، ويجب النظر في بعض الضرائب والعمل على تكييفها حتى تتماشي مع الإصلاح، فبالنظر إلى القانون العام للضرائب نجد أنه يقسم الضرائب إلى ضرائب مباشرة وغير مباشرة ، وهو تقسيم كلاسيكي عفى عليه الذي أعفى على لبد ، يجب إعادة صياغة الضرائب المباشرة وتقسيمها إلى ضرائب الدخل والضريبة على الشركات ؛
فقد آن الأوان لتتحول الضريبة على الأرباح الصناعية والتجارية إلى ضريبة على الشركات ونتحرر من القيود الوهمية ونقضي على بؤر الفساد ومداخله، فإنشاء ضريبة مستقلة على الشركات تستند إلى وعاء ضريبي عريض وبمعدلات تنافسية طبقا للمعاير الدولية أمر في غاية الأهمية ومربط الفرس في أي إصلاح مما يتيح مجالا كبيرا لتوسيع الوعاء الضريبي ومن الأفضل الاحتفاظ بالنسبة الحالية لها 25% على الرغم من أنها من أقل النسب عالميا ..... كذلك يجب تقليص الإعفاءات وحصرها، إن الهدف من سن أي قانون ضريبي هو تحصيل الضرائب وجلب عملة لخزينة الدولة فإلى متى الدولة تتجاهل هذه القضية ذات الأهمية الكبيرة ، آن الأوان لإنشاء مدونة لتحصيل الديون الضريبية آن الأوان لغلق الباب أمام المتهربين والمتلاعبين بالقانون ، آن الأوان لتفصيل التحصيل وتوضيحه ونزع اللبس عنه آن الأوان لتحديد مدة التحصيل الرضائي ومدة التحصيل الجبري ومراحل كل منهم،
وفي الأخير فإن توسيع الوعاء الضريبي والنظر في سياسة الإعفاءات وسن الضريبة على الشركات وإصلاح الإدارة الجبائية كلها أمور في غاية الأهمية من أجل القيام بإصلاح فعلي وحقيقي للمنظومة الحبائية.
للتواصل : talebmoustaphe@gmail.com

(( مــــاذا قالوا عـــن اللغـــة العـــــربــية )


الخبير اللغوي إسلم ولد سيد أحمد


* قال مصطفى صادق الرافعي رحمه الله :
"[ ما ذلّت لغة شعبٍ إلاّ ذلّ ، ولا انحطّت إلاّ كان أمره في ذهابٍ وإدبارٍ
ومن هذا يفرض الأجنبيّ المستعمر لغته فرضاً على الأمّة المستعمَرة ، ويركبهم بها ،
ويُشعرهم عظمته فيها ، ويستلحِقهم من ناحيتها ، فيحكم عليهم أحكاماً ثلاثةً في عملٍ
واحدٍ : أمّا الأول فحَبْس لغتهم في لغته سجناً مؤبّداً ، وأمّا الثاني فالحكم على ماضيهم
بالقتل محواً ونسياناً ، وأمّا الثالث فتقييد مستقبلهم في الأغلال التي يصنعها ، فأمرُهم
من بعدها لأمره تَبَعٌ "
*****
* قال ابن تيميّة رحمه الله :"
اعلم أنّ اعتياد اللغة يؤثر في العقلِ
والخلقِ والدينِ تأثيراً قويّاً بيّناً ، ويؤثر أيضاً في
مشابهةِ صدرِ هذه الأمّةِ من الصحابةِ والتابعين ، ومشابهتهم تزيد العقلَ والدينَ
والخلقَ ، وأيضاً فإنّ نفس اللغة العربية من الدين ، ومعرفتها فرضٌ واجبٌ ، فإنّ فهم
الكتاب والسنّة فرضٌ ، ولا يُفهم إلاّ بفهم اللغة العربية ، وما لا يتمّ الواجب
إلاّ به فهو واجب "
**************
* قال ابن تيميّة رحمه الله :
" فإنّ اللسان
العربي شعار الإسلام وأهله
واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميّزون "
***********
*
* قـآلت - الألمانية "سيجريد هونكه":-
كيف يستطيع الإنسان أن يقاوم
جمال هذه اللغة ومنطقها السليم وسحرها الفريد؟؟ فجيران العرب أنفسهم في البلدان
التي فتحوها سقطوا صرعى سحر تلك اللغة.
******
* قــآل - الألماني "يوهان فك":-
لقد برهن جبروت التراث العربي الخالد
على أنه أقوى من كل محاولة يقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر.
********
* قــآل -الألماني "أوجست فيشر":-
وإذا استثنينا الصين فلا يوجد شعب
آخر يحق له الفخر بوفرة كتب علوم لغته غير العرب
**********.
* قــآل - الألماني "كارل بروكلمان":-
بلغت العربية بفضل القرآن من الاتساع
مدى لا تكاد تعرفه أي لغة أخرى من لغات الدنيا.
*********
* قــآل - الفرنسي "إرنست رينان":
من أغرب ما وقع في تاريخ البشر انتشار اللغة العربية
فقد كانت غير معروفة، فبدأت فجأة في غاية الكمال سلسة غنية كاملة، فليس لها طفولة ولا شيخوخة، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها وحسن نظام مبانيها.
****************************************************************************************
* قــآل- الفرنسي "لويس ماسينيون":
اللغة العربية هي التي أدخلت في الغرب طريقة التعبير العلمي، والعربية من أنقى اللغات، فقد تفردت في طرق
التعبير العلمي والفني والصوفي.
* قــآل- البلجيكي "جورج سارتون"
إن اللغة العربية أسهل لغات العالم وأوضحها، فمن العبث إجهاد النفس في ابتكار طريقة جديدة لتسهيل السهل وتوضيح الواضح،
فإذا فتحت أي خطاب فلن تجد صعوبة في قراءة أردأ خط به، وهذه هي طبيعة الكتابة العربية
التي تتسم بالسهولة والوضوح.
وأوضحها، فمن العبث إجهاد النفس في ابتكار طريقة جديدة لتسهيل السهل وتوضيح الواضح،

الثلاثاء، 29 يناير 2013

اللعبة المـــــــــــــالية!

الدكتور: أفاه ولد مخلوك
منذ زمن وكل ساكنة المعمورة تسمع جعجعة بلا طحين تهديدات للجماعات المسلحة بإقليم "أزواد " وتلك التي هي بأعماق دولة مالي الإفريقية غير أن تلك التهديدات غيرت حكومة الدولة المركزية بتزكية من أم الحريات وصانعة المجتمعات في زمان البشرية هذا، المستعمرة لذلك المنكب القصي من الأرض قديما وحديثا دولة فرنسا والذين يصدون عن سبيل الله مجرمة الانقلابات إلا على المستضعفين من الجيوش والبلدان لتملأ الحكومة الإنقلابية بمالي الأرض جورا وصراعا وتسكعا نحو ساداتهم الأقدمون مترجمة نباحهم خلفهم بقتل الأبرياء عزلة السلاح دعاة الخير شهورا قبل نهاية السنة الفارطة وغير ذلك، ليتجول عسكريو مالي بعد ذلك في أزياء الغرب وبرقصاتهم وفي طيرانهم بين دول المغلوبين على أمرهم مفاتيح خزائن الأراضي الإفريقية المهلكين شعوبهم ظمأ وجوعا قصدا أو سوء تدبير عساهم يجدون حليفا يشد من أزرهم للقضاء على الجماعات الإسلامية التي تحكم بشرع هي له نتجت وملة هم لها ابتدعوا حسبهم في ذلك أنهم خلافة راشدة ومنبع صافي لقيم العدل والإنسانية الذي أرسته الرسل وآخرهم محمد صل الله عليه وسلم.

ولقد سعت حكومة مالى وأسيادها إلى مباركة ومساندة دول الإسلام ودول العرب المجاورة لأراضي الجماعات المسلحة بالمنطقة ضربا باليد لساعدها، وقطعا للأصابع من أيدهم كانت تلك الأصابع مشلولة أو صالحة لست أدري ولست عنه باحث ولا له مناقش، الشيئ الذي عارضته الجزائر بصرامة مرجحة "وجادلهم بالتي هي أحسن" وهي من يعرف تلك الجماعات أكثر من اللذين ملَكوهم المال والسلاح بحربهم على "ليبيا" وزرعهم للفتن قبل ذلك ظاهرة وباطنة وتبعا لسياسة فرق تسد، لنسمع من رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية إبان محنته التى هرول هو الآخر فيها إلى أسياده هربا من الموت الذي لم يكتبه الله عليه وهو يقول بملئ فيه أن بلده لن يشارك في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، والحال نفسه لا تزال تكرره تونس مع تطبيع لعاصمة المغرب الإسلامي والمتسمية باسمه فتحا لأجوائها للخبير بها ميتمة أبناءهم قديما و"مفرنستهم" حديثا.

بيد أن فرنسا لم تأبه بكل ذلك فعدت عدتها لحرب الجماعات الإسلامية بمالي لتجعل من الأفارقة درعا حصينا لقواتها وتجعلهم لقمة سائغة للمحاربين، وليست فرنسا للخير تطمح ولا عنه باحثة إنما هي عن المال منقبة وله جامعة لتكون اللعبة لعبة مالية بتخفيف نطق الميم واستعمارية هدفها هدف تلك التي كانت القرن الفارط وأخذت منها الآلاف من ترليونات الدولارات، أو أليس حري بهم إعادة التجربة وقطف ثمارها في بلد يعرفون تفاهة حكامه وعدم سماعهم لشعوبهم التي تأكل أرزاقها مقاسمة بين السادة والمسودين؟.

وتتضح لعبة المال حين يمم الجنرال الموريتاني وجهه نحو رئيسه وسيده الفرنسي يشاطره الرأي متوددا له بإمكانية مشاركة موريتانيا في الحرب الظلوم التي تدق طبولها على حدود موريتانيا مع مالي والجزائر تقتل حيوان ووحوش الأرض الموريتانية ناهيك عن الأرواح البريئة التي لم ترتكب من الذنوب غير أنها تركت محمد ولد عبد العزيز يحكمها وإن الله يفعل مايريد.

ولك أيها الإنسان العاقل أن تضحك ملأ فيك حين ترى الرئيس الفرنسي غداة أمس في جزيرة العرب ومكان فر وكر الشنفرى المعروف القائل:

وفي الأرض مَنْأىً للكريم عـن الأذى *** وفيهـا لمـن خـاف القِلـى مُتعـزَّل
لَعَمْرُكَ ما بالأرض ضيقٌ علـى أمـرئٍ *** سَرَى راغبـاً أو راهبـاً وهـو يعقـلُ
ولي دونكم أهلـونَ سِيْـدٌ عَمَلَّـسٌ *** وأرقـطُ زُهْـلُـولٍ وَعَـرفـاءُ أجْـيـلُ
هم الأهـلُ لامستـودعُ السـرِّ ذائـع *** لديهم ولا الجانـي بمـا جَـرَّ يُخْـذَلُ

وهو يطلب من أسياد المال وتبعياته تمويل حربه الغشوم، ليخرج بأعلى قدر من الإنتصارات يقتل العرب والمسلمين بأموال إخوتهم وبتزكيات علمائهم، وبتطبيل شعوبهم وإخوانهم يمدونهم في الغي.

ليبقي الرئيس الفرنسي يُعبد جنود القارة السمراء يضحك على حكام العرب يأخذ من جيوبهم أموالهم وهم عن ذلك راضون ولزعيمه ضاحكون فليضحكوا كثيرا واليبكوا كثيرا ألا ساء مثلا القوم وساء ما يزرون.

أما الرئيس الموريتاني فمنزلة بين المنزلتين لا يريد ظاهرة أن يكون عبدا من عبيد الرابطين له على كرسي الحكم ولا هو بصاحب ثروة يمول بها الحرب، فاختار أن يهادن طلبا للمال ومشاركة في اللعبة المالية ليدفع ثمن لعبته جنود موريتانيا الكرام في شدة برودة عام كان الكهنة يقولون أنه نهاية الخلق والأرض، لتبقي تونس تصون لحد الساعة ماء وجهها، غير مكترثة بالأجواء المفتوحة منحو لها طمعا وخوفا وإن العاقبة للمتقين، فهل هي لعبة مال أو حرب مال بتفخيم الميم؟ أم أن الجمع متبر ما هم فيه وباطل ما يصنعون؟ ولله الأمر من قبل ومن بعد.

الشرطة تصادر مقتنيات لرابطة النخبة بأوامر من العمدة



عمدة البلدية: الطاهر ولد الفروة

اقتحمت عناصر من الشرطة في مدينة مقطع لحجار مقهى شبابيا وصادرت بعض الكراسي الموجودة فيه معللة ذلك بكونه أوامر من العمدة وعلى الشباب مراجعته في ذلك.
أحد الشباب قال إن البلدية تصادر مقتنياتهم ومع ذلك تبيع بعض ممتلكاتها الخاصة للتجار وتجعلها تحت تصرفهم، في مقابل ذلك أصدرت رابطة النخبة الشبابية بيانا على صفحتها على الفيس بوك شجبت فيه هذا التصرف واعتبرته خروجا على الأسلوب المرن الذي ينبغي التعامل به، وهذا نص البيان:
بيان:
تعلن رابطة النخبة للتنمية والتنوير في مكطع لحجار عن إستايائها وعدم رضاها عما فعلته البلدية بالأمس من أخذ بعض المقاعد عنوة ومن غير إشعارها.
ويأتي تمسك الرابطة بهذه المقاعد بعد ماتعرضت له ممتلكات الشباب من ضياع وتلف بحيث أصبحت مفرقة علي عمال البلدية والمقربين منها مابين صوتيات الايجار وشاشات لتجميل المنازل ..
وفي نفس الإطارسبق أن تقدمت الرابطة بمقترح للبلدية تطالب فيه باسترجاع كل ممتلكات الشباب وجمعها ووضعها في مكان ليتم تجاهل هذا المقترح نتيجة لعدم استجابة الاطراف التي تتمسك بممتلكات الشباب وتجني ثمارها ليلا نهارا . 
وفي الاخير نستنكر مرة أخري مافعلته البلدية ونؤكد أنه خارج السياق المرن الذي كنا نتعامل فيه.

الاثنين، 28 يناير 2013

صراع الأجيال في مؤسسات التعليم العالي / محمد الحسن ولد محمد احمد








قبل أزيد من ثلاثين سنة كتب الكاتب المصري توفيق الحكيم عن "صراع الأجيال" واعتبر أن كل جيل متقدم على الآخر يعتبر أن الجيل الخلف ناقص في كل شيء، في تمسكه بالتقاليد في زيه في نظرته للأشياء من حوله......
يبدو أن أغلب المسؤولين الموريتانيين قرأوا هذه القصة بتمعن، والحمد لله فلأول مرة في هذه الأرض السائبة نسمع عن من يقرأ ويطبق وإن بشكل ساذج وفهم سقيم.
يجتهد كثير من أبناء موريتانيا ويتحملون المخاطر في سبيل البحث عن المعرفة والاستزادة منها، وفي أغلب الأحياء تكون التكاليف على الفرد وليست على الدولة، ثم يفاجأ العائد من رحلة العلم والمعرفة بواقع مر ودولة لاتحترم قراراتها التي تتخذ في كل جلسة من باب أحرى أن تحترم أبناءها.
في هذه الأرض السائبة يصبح كل شي ممكنا، ويمسي مستحيلا.....تستطيع أن تنتقل من بواب إلى مدير، ومن لاشيء إلى وزير ومن مخرب معروف بالنهب إلى محارب للفساد في هذا الوطن ليس المستحيل مستحيلا ولا الممكن ممكنا.
في هذا الوطن كل إدارة وكل مؤسسة تتخذ القرارات فيها بشكل فردي تطغي عليه الذاتية والأنانية ومزاج من يتخذ القرار.
في هذه الأرض السائبة....كل شيء سائب..
يعتصر قلبك ألما أن تري مسؤولا يتحدث في وسيلة إعلام ليقنع المواطنين البسطاء بأنه يريد ويريد ويريد، وهو لايريد إلا أن يتحكم في مايتبع له بشكل ساذج .
لك أن تتصورأن مؤسسات مثل جامعة نواكشوط وجامعة العلوم الإسلامية( المعهد العالي سابقا) لايمكن لشخص أن يلجها والسبب بسيط ، هو أنك لا تحمل شهادة مثل شهادة الشخص المعني باستقبال الملفات.
الكل يعرف أن هناك "لوبيا" يتحكم في هذه المؤسسات وأن هذا اللوبي قرأ قصة توفيق الحكيم بشكل ساذج، فبدل أن يستقبلك أستاذك الذي كان يدرس بحفاوة لأنك استطعت أن تصل هذه المرحلة، فإذا به، وطبعا الأمر لايعم الجميع فهناك الخيرون لكن مبعدون عن القرار، يتلقاك بوجه تقرأ من قسماته أن لا مرحبا بك هنا.
تطير بك الأحلام وتستغرق في مشروع من الطموحات أثناء صراعك من أجل إكمال تعليمك بجهودك الذاتية ، وتعود إلى وطنك لتستفيد وتفيد، فإذا بالأمر على غير مايبدو لك.
صراع الأجيال هذا الذي تحدثنا عنه في بداية المقال يمارس في مؤسسات التعليم العالي بشكل قذر ويوحي بعدم مسؤولية القائمين.
تصوروا أن لجنة يتعلق بها مصير آلاف الأشخاص ويتعلل أهل الجامعة بعدم معادلتها للشهادة تصوروا أنها لم تجتمع منذ عشر سنوات.
معاناة حملة شهادة الماستر وصراعهم من أجل البقاء مشوار أشد عناء من التحصيل العلمي فهي رحلة أقل ما يقال فيها إنها صراع بين أجيال، بعضها تحكم وأصبح بيده القرار ويريد للآخرين أن يبقوا حيث كانوا.

منهجية مكتب تنسيق التعريب في اختيار المصطلحات العلمية ووضعها




تنفيذاً للتّوجّهات والتوصيات الصادرة عن مؤتمرات التعريب، واسترشاداً باقتراحات الخبراء، عقد المكتب سلسلة من الندوات في موضوع منهجية وضع المصطلحات، تصدَّرتها ندوة الرباط سنة1981م، بعنوان: "ندوة توحيد منهجيات وضع المصطلحات العلمية الجديدة. وقد صدرت عن الندوة المبادئ المرفقة في آخر هذه الورقة.
وفي إطار التحضير لتنفيذ المشروع الخاص بقاموس تقنيّ للعام العربيّ، متعدّد اللغات (عربيّ، إنجليزيّ، فرنسيّ، ألمانيّ)، دُعِيتُ للمشاركة في ورشة متعلقة بترجمة الألفاظ التقنية الخاصة بمجال المياه، نُظِّمَت  بمقر مكتب تنسيق التعريب بالرباط، من 7 إلى10مارس 2011م ، وشارك فيها خبراء ومترجمون  ومصطلحيون ومعجميون  ولغويون، من الجانبين: العربيّ، والألمانيّ. وبالإضافة إلى حضور فريق عمل متكامل، من ناحية التخصص، يُلاحَظ كذلك أنّ التوزيع الجغرافيّ للمشاركين شمل –من الجانب العربيّ- خبراء من مصر، والشام، والمغرب العربيّ، بالإضافة إلى خبراء  من مكتب تنسيق التعريب.كما شمل- من الجانب الألمانيّ-: مُنسِّق المشروع، ومتخصصين من معهد غوتة بالقاهرة، ومن: (Desert Water Agency )Dwaالتي تضم 14000 عضو ، منتشرين في جميع أنحاء ألمانيا، هذه الوكالة التي تهتم، من بين أمور أخرى، بضمان جودة المواصفات والمقاييس ، مما يجعل خبرتها تفيد في مجال المواصفات والمعايير الخاصة بالمصطلحات.
وقد شاركتُ في الورشة بورقة بعنوان: مؤتمرات التعريب ومعايير قَبول المعاجم، التي تُعرَض عليها، تحدّثتُ فيها عن أهم المبادئ الصادرة عن ندوة الرباط، بخصوص اختيار المصطلحات العلمية ووضعها.
 وحرصاً مني على تبادُل الآراء والخبرات مع المهتمين بصناعة المعاجم، المتعددة اللغات، ارتأيت إلقاء الضوء على الموضوع، من خلال التعليق على بعض هذه المبادئ، وذلك على النحو الآتي:
المبدأ ، رقم (2): وضع مصطلح واحد للمفهوم العلميّ الواحد ذي المضمون الواحد في الحَقْل الواحد.
اللغة العربية لغة غنية في مفرداتها، ومن ثَمَّ فإنّ اختيار مصطلح واحد من مجموعة مصطلحات مترادفة، أو قريبة من الترادف، يُشكِّل صعوبة  كبيرة إذا ما أردنا أن يكون المصطلح دقيقاً في التعبير عن مفهوم المصطلح  المناظر له في اللغة الأجنبية (اللغة المصْدَر). ولتوضيح ذلك، نأخذ –على سبيل المثال- المصطلح الإنجليزيّ:(Degeneration). لقد وجَدتُ في بحث للدكتور صادق الهلاليّ (منشور في العدد 39 من مجلة (اللسان العربيّ) سبعة عشر (17) مقابلا عربيا لهذا المصطلح، ذكر الباحث أنه اختار هذه المجموعة من مقابلات عديدة وردت في معاجم وكتب علمية وطبية، وقد سَرَدَ هذه المراجع، وإليكم هذه المقابلات:
اسْتِحَالة-اضْمِحْلال-انْحِراف-انْتِكاس- انْحِطاط- انْحِلال- انْفِساد- تَحَلُّل-تَدَنٍّ- تَدَهْور- تَفَسُّخ – تَلَفٌ-تَنَكُّس- حَرَضٌ- حُؤُول- ضُمور –فَساد.
وبَيَّنَ الكاتبُ أنّ هذه الكلمة الإنجليزية تعني طِبِّيّاً: تحوُّل النسيج أو العضو ، من نوع طبيعيّ سويّ ، إلى نوع أوطأ شكلاً أو بنية أو صفة أو وظيفة، وقد تكون كلمة "تَنَكُّس" أقربَ هذه  المصطلحات المقابِلة لها. ومن  هنا يتضح  مدى  أهمية اختيار المصطلح العربيّ المناسب، في ضوء المبدإ رقم (2) المشار إليه. وأُشِير –في هذا الموضوع-إلى أنه بإمكاننا وضع مقابليْن  عربييْن مختلفيْن للمصطلح نفسِه ، الوارد في اللغة الأجنبية ( اللغة المصدر) ، إذا ورد هذا المصطلحُ في حَقليْن مَعْرفييْن مختلفيْن. مثال ذلك، من اللغة الفرنسية: المصطلح  (propriété) الذي يمكن أن يعني، في مجال العَقار، مِلْكِية. وفي مجال المعادن، خاصية. ولا يمكن أن يكون هذان المقابلان العربيان مترادفين للمصطلح المذكور، في حقل معرفيّ واحد.
-المبدأ ، رقم (6) : استخدام الوسائل اللغوية في توليد المصطلحات العلمية الجديدة بالأفضلية، طِبْقاً للترتيب التالي: التراث، فالتوليد ( لما فيه من مجاز، واشتقاق، وتعريب، ونحت.
يُلاحَظ أن هذا المبدأ أعطى الأفضلية للمصطلح التراثيّ، ولكن هذه الأفضلية ليست على إطلاقها، بمعنى أنها مشروطةٌ بأن يكون هذا المصطلحُ قادراً على أن يُعبِّر عن المفهوم العلميّ الدقيق للمصطلح الوارد في اللغة الأجنبية. وفي غياب هذا الشرط، يمكن اللجوء إلى البدائل الأخرى المتاحة، ومنها التعريب، وهو الإتيان بالمصطلح الأجنبيّ بلفظه، مع إضفاء الصبغة العربية عليه. ونجد في المبدإ ، رقم (18) شرحاً وافياً للموضوع.
المبدأ ، رقم (7) : تفضيل الكلمات العربية الفصيحة المتواترة على الكلمات المُعرَّبة. يُفَضَّل: (حاسُوب على: كومبيوتر. وإذاعة، على: راديو، وهاتِف على: تليفون...إلخ.)
المبدأ ، رقم (9): تفضيل الصيغة الجزلة الواضحة وتجنُّب النافِر والمحظور من الألفاظ. لعل المقصود بالنافر من الألفاظ، لفظ غير مستساغ، ينفر منه السامع. ويحضرني   هنا أن بعض أساتذة الطب لم يتقبّلوا: مُعَثْكلَة، كمقابل  للمصطلح (Pancreas)، مُفَضِّلينَ : بنكرياس المترجم، مع أن المصطلح (مُعَثْكلَة) أجازَه مجمع اللغة العربية، وورد في المعجم الطبيّ الموحَّد، مشفوعاً بالمصطلح المترجَم بين قوسين.

المبدأ ، رقم(11) : تفضيل الكلمة المفردة، لأنها تساعد على تسهيل الاشتقاق، والنسبة، والإضافة، والتثنية، والجمع.
وبناءً على هذا المبدإ، يُفَضَّل: الحاسوب (Computer) على: الحاسِب الآليّ، لأنّ الصيغة الأولى تمكّنُنا بسهولة من أن نقول: حاسُوبان، حواسِيب، حَوْسَبَة، حاسوبيّ ، إلخ.
المبدأ ، رقم (12) : تفضيل الكلمة الدقيقة على الكلمة العامة والمُبهَمة، ومراعاة اتفاق المصطلح العربيّ مع المدلول العلميّ للمصطلح  الأجنبيّ، دون التقيُّد بالدلالة اللفظية للمصطلح الأجنبيّ.  وكمثال على ذلك: المرض الجِلْديّ المعروف بـ: (Lupus) قُوبِل بـ: قَرّاض (في المنهل) وذِئْبَة (في المورد) وذَأَب ( في  المعجم الطبيّ الموحَّد). ولعل (الذَّأَب) أدقُّ من المصطلحيْن الأُخْرَيَيْنِ.
المبدأ ، رقم (14): تُفَضَّل الكلمة الشائعة على الكلمة النادرة أو الغريبة، إلا إذا الْتَبَسَ معنى المصطلح العلميّ بالمعنى الشائع المُتداوَل لتلك الكلمة.
مثال ، الصفة (Hybrid)، نجد مقابلات مختلفة لها، مثل: هَجِين، خِلاَسيّ، نَغْل، مُولَّد، نلاحظ أنّ: (هَجِين وخِلاسيّ) شائعان. و(نَغْل) نادِر. و(مُولَّد) شائع، لكنه يُحدث لبْسًا لَدَى السامِع.
المبدأ ،  رقم (18) : عند تعريب الألفاظ الأجنبية، يُراعَى ما يأتي: (انظر: أ-ب-جـ-د-هـ) . جاء في البند (د) من المبدإ (18) : تصويب الكلمات العربية التي حَرَّفتْها اللغاتُ الأجنبية واستعمالها باعتماد أصلها الفصيح.
والأمثلة كثيرة في القواميس الإنجليزية والفرنسية والإسبانية التي اطلعت عليها. وفي ما يلي نماذج من هذا النوع، مأخوذة  من قاموس (المنهل) للدكتور سهيل إدريس: (ALBEDO): نرجعها إلى أصلها: البَياض، بدلاً من كتابتها: (أَلْبِيدُو) . وتُستعمَل هذه الكلمة في مجال علم الفلك، وتعني: نسبة النور المنعكس على سطح الكوكب السيار إلى ما يأتيه من نور الشمس.
(Alcali): نعتمد أصلها: القِلْي، بَدَلاً من كتابتها بلفظها المحرَّف: (ألْكَالِي).
 (Azimut): سَمْت. (Coton): قُطن، بدلا من : كُتن.(Magazin): مَخزَن.(Safran) زَعْفَران. (Smaragdite) : زُمُرُّد.(Sophora): صُفَيْراء (جنس شجر). (Tolisman): طِلَسْم (تميمة) (Taurides): ثُرَيّا (عدد من النجوم).
وجاء في بند (هـ) من المبدإ رقم: (18): ضبط  المصطلحات عامّةً، والمعرب منها خاصةً، بالشكل، حرصاً على صِحة نطقه ودِقّة أدائه.
ولا يسعني ، في هذا المجال ، إلا أن أُشدِّد على أهمية احترام هذا المبدإ ، لأنّ المعنى في اللغة العربية يتغير غالباً  بتغير الشكل (الحركات خاصة) انظر – على سبيل المثال- الفرق الشاسع بين: الْبِرّ (الخيْر)، والْبَرّ (خِلاف البحر)، والْبُرّ  (حَبُّ القَمْح). ولا شك أن إهمال الضبط بالشكل، في مثل هذه الحالات، سيؤدي إلى لبْس في المعنى.
وأُنهي هذه الورقة بملاحظات عامّة على المنهجية، وذلك على النحو الآتي:
-          الأصل أن يُوضَع المصطلحُ في صِيغة الاسم (المصدر)، ويمكن – في بعض الحالات- وضعه في صيغة الفعل، في حالة عدم وجود الاسم، أو شيوع المصطلح في صيغة الفعل.
-          يجب الحرص على التوافق بين مفهوم المصطلحات في اللغات التي يتضمنها المعجم المتعدد اللغات، وذلك دون الإخلال بالمفهوم العلميّ الدقيق للمصطلح . ويستحسن أن يُراعَى التوافق كذلك، إفراداً وتثنيةً وجَمعاً، إلا إذا كان المفهوم العلميّ يتطلب غيرَ ذلك، حَسَب خصوصيات كل لغة.
-          تُحذَف (الـ) التعريف من بداية المصطلح العربيّ، لِيَرِد في مكانه من الترتيب الألفبائيّ. مثال: حاسُوب، بدلاً من: الحاسُوب، ليكون ترتيبُه في مادة (الحاء)، وليس (الألف).
-          يُستَحسن التقريب بين المصطلحات العربية والمصطلحات العالمية لتسهيل المقابلة بينهما للمشتغلين بالعلم والدارسين، وذلك في حالة وجود مصطلح أصيل وفصيح، مثال: ساتل (satellite) ، يُستحْسَنُ استخدام هذا المصطلح، بدلاً من: قمر صناعيّ، الشائع في وسائل الإعلام.
-          ضرورة التعاون –عند وضْع المصطلحات- بين الخبير، والمترجِم، والمصطلحيّ، والمعجميّ، والمراجع اللغويّ، لأنّ هذه المبادئ والملاحظات لا تغني – بأيّ حال من الأحوال – عن وجود فريق إعداد متكامل، على النحو المشار إليه، إذا أردنا إنجاز عمل جادٍّ، يرقى إلى المستوى المطلوب.

ملحق يتضمن المبادئ الأساسية الصادرة عن ندوة الرباط، وهي:
1-               ضرورة وجود مناسبة أو مشاركة أو مشابهة بين مدلول المصطلح اللغويّ ومدلوله الاصطلاحيّ، ولا يُشترَط في المصطلح أن يستوعب كلَّ معناه العلميّ.
2-               وضْع مصطلح واحد للمفهوم العلميّ الواحد ذي المضمون الواحد في الحقل الواحد.
3-               تجنُّب تعدد الدلالات للمصطلح الواحد في الحقل الواحد، وتفضيلُ اللفظ المختصِّ على اللفظ المشترك.
4-               استقراء وإحياء التراث العربّي، وخاصة ما استُعمل منه، أو ما استقر منه من مصطلحات علمية عربية، صالحة للاستعمال الحديث، وما ورد فيه من ألفاظ معرَّبة.
5-               مسايرة المنهج الدولّي في اختيار المصطلحات العلمية، ممّا يقتضي:
أ‌-                    مراعاة التقريب بين المصطلحات العربية والعالمية، لتسهيل المقابلة بينهما للمشتغلين بالعلم والدارسين.
ب‌-           اعتماد التصنيف العشريّ الدوليّ لتصنيف المصطلحات، حسَب حقولها وفروعها.
ج‌-               تقسيم المفاهيم واستكمالها وتجديدها وتعريفهـا وترتيبها، حسب كل حقل.
د‌-                  اشتراك المتخصصـين والمستهلكـين فـي وضـع المصطلحات.
هـ- مواصلة البحوث والدراسات لتيسير الاتصال، بدوام، بين واضِعِي المصطلحات ومُستعْمِلِيها.
6-                 استخدام الوسائل اللغوية في توليد المصطلحات العلمية الجديدة بالأفضلية، طِبْقاً للترتيب التالي: التراث، فالتوليد ( لما فيه من مَجازٍ، واشتقاق، وتعريب، ونحت).
7- تفضيل الكلمات العربية الفصيحة المتواترة على الكلمات المعربة.
8- تَجَنُّب الكلمات العامية، إلا عند الاقتضاء، بشرط أن تكون مشتركةً بين لهجات عربيـة عديدة، وأن يُشار إلى عامِّيَّتِها، بأن تُوضَع بين قوسين، مَثَلًا.
9- تفضيل الصيغة الجزلة الواضحة، و تَجَنُّب النافر والمحظور من الألفاظ.
10- تفضيل الكلمة التي تسمح بالاشتقاق على الكلمة التي لا تسمح به.
11-تفضيل الكلمة المفردة، لأنها تساعد على تسهيل الاشتقاق، والنسبة، والإضافة، والتثنية، والجمع.
12- تفضيل الكلمة الدقيقة على الكلمة العامّة أو المبهمة، ومراعاة اتفاق المصطلح العربيّ مع المدلول العلميّ للمصطلح الأجنبيّ، دون التقيُّـد بالدَّلالة اللفظية للمصطلح الأجنبيّ.
13- في حالة المترادفات أو القريبة من الترادف، تُفضَّل اللفظةُ التي يوحي جِذرها بالمفهوم الأصل بصفة أوضح.
14- تُفَضَّل الكلمة الشائعة على الكلمة النادرة أو الغريبة، إلا إذا التبس معنى المصطلح العلميّ بالمعنى الشائع المتداوَل لتلك الكلمة.
15- عند وجود ألفاظ مترادفة أو متقاربة في مدلولها، ينبغي تحديدُ الدَّلالة العلمية الدقيقة لكل واحد منها، وانتقاء اللفظ العلميّ الذي يقابلها. ويَحْسُن عند انتقاء مصطلحات من هذا النوع، أن تُجمَع كل الألفاظ ذات المعاني القريبة أو المتشابهة، وتُعَالج كلُّها مجموعة واحدة.
16- مراعاة ما اتّفق المختصون على استعماله من مصطلحات ودلالات علمية خاصة بهم، مُعرَّبة كانت أو مترجمةً.
17- التعريب، عند الحاجة، وخاصة المصطلحات ذات الصيغة العالمية، كالألفاظ ذات الأصل    اليونانيّ أو اللاتينيّ، أو أسماء العلماء المستعمَلة مصطلحات، أو العناصر والمركّبات الكيميائية.
18- عند تعريب الألفاظ الأجنبية، يُراعى ما يأتي:
أ- ترجيح ما سَهُل نُطقُه في رسم الألفاظ المعرَّبة، عند اختلاف نطقها في اللغات الأجنبية.
  ب-  التغيير في شكله، حتى يُصبِح موافقا للصيغة العربية ومُسْتَسَاغًا.
جـ-اعتبار المصطلح المعرَّب عربيا، يخضع لقواعد اللغة، ويجوز فيه الاشتقاق والنحت، وتُستخدَم فيه أدوات البدْء والإلحاق، مع موافقته للصيغة العربية.
د- تصويب الكلمات العربية التي حَرَّفَتْها اللغاتُ الأجنبية، واستعمالها باعتماد أصلها الفصيح.
   هـ- ضبط المصطلحات عامَّةً، والمعرَّب منها خاصَّةً، بالشكل، حِرْصًا على صحة نطقه،   ودقة أدائه.
ملاحظة :
نُشِرَ البحثُ في العدد ( 69 ) من مجلة " اللسان العربيّ " . شعبان 1433 ه / يونيو (حزيران ( 2012 م .

ننشر لكم سلسلة مقالات وبحوث للخبير للغوي إسلم ولد سيد أحمد




نظرًا إلى أنّني من المهتمين بمُطالَعة ما يُكتَب في الصُّحُف العربية- الورقية والإلكترونية- من أخبار وتحاليلَ ومُسَاجَلات، فقد لَفَتَ نَظَرِي أنّ الألفاظَ والعباراتِ التي يَستَخدِمُها بعضُ الكُتَّاب تحتاج إلى شيْءٍ من التهذيب .
ولو رجعنا إلى المعاجم لوجدنا أنّ تهذيبَ الكلام يعني تَخْلِيصَه ممّا يَشِينُه عند البُلَغاءِ. ينبغي في كِتاباتنا أن نتركَ للقارئ فُرصةً لاختبارِ  ذكائه، فالقارئُ النبيهُ يستطيع أن يقرأَ ما بيْن السُّطور، لِيَصِلَ إلى فَحْوَى الخِطاب ويَفْهَمَ – دُونَ عَناءٍ- مَضْمُونَه ومَرْماهُ، ولا يعني هذا أننا نريد تحويلَ الكتابة إلى ألغاز، ولكن المطلوب هو تبليغ الخطاب بطريقة واضحة وبأسلوب مهذَّب يتجنَّبُ الألفاظَ النابيةَ والقَلِقَةَ والعباراتِ الجارحةَ، المشتملةَ على السَّبِّ والشتْم والنيْل من أعراض الناس، مع الحِرْص على استبدال التلميح بالتصريح الذي قد يَصِلُ إلى مُستوَى التجريح، فاللبيب بالإشارة يفهم.
إنّ المتتبعَ لما يُكتَب في الوقت الراهن، في بعض الصُّحُف العربية ، لا يَسَعُه إلّا أن يَدُقَّ ناقُوسَ الخَطَرِ، خَوْفًا على شبابنا وكُتّابنا المبتدِئين من أن يتأثروا بهذا القاموس الذي تطْغَى عليه مفردات، مثل: لِصّ ، نَذْل، حَقِير، مُنْحَطّ، مُجْرم، تافِه، خَبِيث، أحْمَق، مُفسِد، جاسُوس، فاشِل، وَقِح، لَعِين، مُزَوِّر، كَذَّاب، جَبَان، مُنْحَرِف، كَلْب، لَئِيم،...إلخ.
والغريب في الأمر أنّ هذه المفرداتِ التي تُناهِز العشرين، يمكن أن تَجِدَها مُجْتَمِعَةً في مقال واحد، أو تعليق على مقال، وتجد صاحبَ المقال أو التعليق يَصِفُ شخصا بعينه بهذه الأوصاف وبأشنع منها، لَا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللهِ !
 إنَّكَ ستندم – يا أخي- على ما كتبتَ، فبادِرْ إلى الإقْلاع عن هذا الأسْلوبِ وتأكَّدْ أنّ عاقبتَه وَخِيمَةٌ، في الدُّنيا والآخِرَة.
  وَمَا مِن كاتِبٍ إلّا سَيَفْنَى  ++++++++++++++  وَيبْقَى الَّدهْرَ مَا كَتَبَتْ يَدَاهُ
فَلَا تَكْتُب بِكَفِّكَ غَيْرَ شَيْءٍ   +++++++++++++  تَرْضَى يَوْمَ القِيَامَةِ أَن تَرَاهُ.
وقد يَظُنُّ القارِئ – من خلال عُنوان هذه المَقالة- أنها تكملةٌ لبحثي السابق ، المُعَنْوَنِ "رَأيٌ في مسألة الأخطاء الشائعة" ، لأن "قُل ولا تَقُل"، أو:"الصَّوابُ: كذا والخطأ: كذا"، إلخ، صِيَغ يستعملها المهتمون بسلامة اللغة للتنبيه على الأخطاء اللغوية: النحوية والصرفية والتركيبية...وتصويبها.
ولكن المقصود هذه المرة  هو تهذيب الألفاظ والعبارات الواردة في النص، خاصة عندما يتعلق الأمر بمساجلة أو نقاش أو جَدَلٍ علميّ، مما يتطلب قرعَ الحُجَّة بالحُجَّة لإعطاء الدليل القاطع على صِحَّةِ الرأي، دون تجاوُزِ حدود اللياقة التي يكفلها فَنُّ الحِوار، لِأنّ الاختلافَ في الرأي لا يُفسِد للودّ قضيةً.
ينبغي أن نَسْترْجِعَ، من حين لآخَر، تراثَنا العربيَّ الإسلاميَّ لنستفيد ممّا يَزْخرُ به من حِكَم وأقوال مأثورة، مِن ذلك أنّ الإنسانَ مَخْبُوءٌ تحت لسانه، فإذا تكلّم (أو كتَب) كشَف عن درجة عقله وكفاءة عِلْمِه. وهنا نشير إلى أهمية الإعْراضِ عن الردّ على من ينتهج أسلوبا غيرَ لائق في الكتابة، لأنَّ تجاهُلَه وعَدَمَ الردّ عليه هو أبلغ رَدٍّ. وفي حالة الردّ على هؤلاء، ينبغي الالتزامُ بالأسلوب المهذَّب (والمهذِّب)، المشار إليه، المعتمِدِ على قَرْع الحُجَّة بالحُجَّة وتقديم الأدلة والبراهين على تَفْنِيد ما وَرَدَ في بعض الكتابات المنحرِفة، وذلك لتنوير الرأي العامّ بإعطائه المعلومات الصحيحة، وبهذا الأسلوب المهذَّب نعتقد أنَّ أصحابَ الأساليب الأخرى سيندمون على كتاباتهم، لأنهم سيدركون أنّ الخطابَ يمكن أن يَفِيَ بالغَرَضِ، دون اللُّجُوءِ إلى السَّبِّ والشَّتْم وإثارةِ الفِتَنِ.
وحتى لا يَكُونَ العُنوانُ في وَادﹴ والمُعَنْوَنُ (النَّصّ) في وادﹴ آخَر،  سَنرْبِط بين الاثنين، من خلال الأمثلة الآتية:
قل: الأفكار الرَّجْعِيَّة أو العَتِيقَة. لا تقل الأفكار المتعَفِّنة.
قل: السائر في الطريق، بإرادة وتصميم، لن تمنعَهُ العراقيلُ من الوصول إلى الهدف، أو قل: الرَّكْب يسير على الرُّغْم من تشويش المُشَوِّشِين، أو اخْتَرْ أيَّ نَسَق يُعبِّر عن المقصود دون أن تَصِفَ مُنافِسَكَ بصفات قَدْحِيَّةٍ. لا تقل: القافِلةُ تسير والكِلابُ تنبح، لأنه لا يجوز استخدام هذا المَثَل، عند الحديث عن شخص بعينه، لكي لا يُوصَف بأنه كَلْبٌ.
عند الحديث عن صاحِب عاهَةٍ، قل: شخْص مِن ذَوِي الاحتياجات الخاصة، لا تقل: شخص مجنون أو معتوه، أو معوق....
إذا أردتَ أن تُفنِّد رأيَ شخْص.قل: إنني لا أتفق مع هذا الرأي.أو قل: إن هذا الرأي يحتاج إلى دليل قاطع للتأكد من وَجاهَتِه، لا تقل: إن هذا الرأي خَاطِئٌ وواهِم.
إذا أردتَ نَفْيَ خَبَرٍ أو تصحيحَ معلوماتٍ معيَّنة، قل: هذه المعلومات ليست دقيقةً،لا تقل: إن هذه المعلومات مختلَقَة من ألِفها إلى يائها وصاحبها كذّاب أَشِر، لأن وصفها بعدم الدقة يعني أنها كاذبة، وذلك المطلوب. ونذكِّر مرة أخرى بأنَّ الأساليبَ المَنْهِيَ عنها، لا بأس من استعمالها في حالة التعميم، لتنفير الناس من الوقوع في مثلها، ولكن المنهي عنه والمذموم  هو استعمالها في حق شخص بعينه، ولنا أسوة حسنة في نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، الذي كان يقول : ما بالُ أقوام يفعلون كذا وكذا... دون أن يذْكُرهم بالاسم، مع أنه يعرفهم، لأنّ المهمَّ هو تصحيحُ الخطإِ وتبيان النهج الصحيح، وليس فضحَ الناس والنيلَ من أعراضهم.
قِيلَ لرَجُل: مَن أدَّبَك؟ قال: نَفْسِي، فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: كنتُ إذا استقبحتُ شيئا من غيري اجتنبتُه.
أرجو أن يجتنب كُتَّابُنا ما يستقبحونه من غيرهم، وأن لا يحتقروا أحدًا، مهما كان وضعُه أو مستواهُ.
لَا تَحْقِرَنَّ صَغِيرًا فِي مُخَاصَمَةٍ             إنَّ البَعُوضَةَ تُدْمِي مُقْلَةَ الْأسَدِ.