الأحد، 9 يونيو 2013

الطاقة الشبابية بين أداء الواجب والميول العاطفي

الطاقة الشبابية بين أداء الواجب والميول العاطفي

يعتبر الشباب الطاقة الحية في كل أمة ومصدر قوتها وضعفها ،ذلك أن للشباب طاقة كبيرة واهتمامات متنوعة ،تتحول إلي مصدر عطــاء وقـوة وبنــاء إذا وجهت في الطريق الصحيح النافع وتم احتواءها ، وتوظيفها في ما ينفع البلاد والعباد ،وإلا أدت إلي مفاسد عظيمة وآثار سيئة على المجتمع ،فلابد من كبح جماح العاطفة لنوجه طاقتنا الشبابية فـي الطريـق الصحيـح، وإلا يكن دور الشباب سلبيا وذلك لما قد يعانيه من فراغ يؤدي به إلي الخروج عن جادة الطريق والانزلاق في متاهــات الانــحراف الفكــري والســلوكي، وكل ذلك ناتج عن الفراغ العاطفي ،الناتج هو الآخر عن النقص في التربية والتكوين ،وهكذا يشعر الشباب مع طول الزمن بالحزن والحرمان والنقص وغير ذلك من المشاعر السلبية التي تتمكن منه في لحظة ضعفه وتوجه تصرفه .
إن الشباب اليوم وفى هذا الشهر المبارك مطالب أكثر من أي وقت مضي أن يوجه طاقته لأداء واجبه الوطني والديني؛واجبه الديني من خلال المحافظة على القيم والأخلاق التي تربي عليها السلف الصالح،وهذه مسؤولية الآباء والأمهات حيث يجب عليهم أن يربوا نشأهم تربية تراعي كل متطلباتهم ،فالإنسان له متطلبات مادية وعقلية وروحية؛ فالمادية بتوفير السكن والمأكل والمشرب ومتطلبات الحياة اليومية ، والعقلية بالتعليم وتنمية العقل بالعلم الصالح النافع والروحية بالتربية علي الإيمان والسعي في زيادته وترسيخه ليتحول إلي قناعة توجه السلوك الذي يقوم به الفرد،ومن هنا نكون قد أنتجنا طاقة شبابية ترتكز علي ثلاثة عناصر ستكون بأذن الله مناعة وحصنا من الانحراف.
أمــا إذا أهملنا التربية فسيكون الشباب في ضياع وتعاط للمنوعات وبحث عن علاقــات عاطفية ليملأ بهــا الفراغ ظنا منه أن ذلك سبــيل لحل المشكــل ،وقد يؤدي به الاستهتار إلي أن يعتبر ذلك نوعا من الحرية، وهذا هو الخطأ القاتل والفتاك حيث تمارس الرذيلة و تضيع الواجبات ويتيه الجميع وراء شعارات زائفة من قبيل الحرية في تفسير خاطئ لهـــا ،فــالـحريــــــة ليست أن تتصــرف كما تريد ......؛بل أن تتصرف كما يجب.



إن من أسباب ضعف الشباب وعدم توظيفه لطاقته هو الابتعاد عن منهج الله تبارك وتعالي وتأثره بلغة الإعلام الفاسد ،وكثرة الفراغ وملء الوقت بما لا ينفع دنيا ولا دينا ،وتأثره بالبيئة الفاسدة حوله من أصدقاء السوء ،وإسرافه علي نفسه بالذنوب وأسره بالشهوة وظلمة المعصية.
وإن مما يعين الشباب علي الثبات والصبر والسير في طريق الحق :
أولا: الإكثار من دعاء الله بالهداية والسداد ،وانشراح الصدر والتوفيق للطاعة .
ثانيا: الإقبال علي تلاوة القرآن بتدبر وتعقل وتفهم والإكثار من الذكر ،قال تعالي:(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ثالثا: الحرص علي صحبة أهل الخير ومجالستهم غالب الأوقات، ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا)
رابعا: ملء الوقت بالبرامج المفيدة، والأنشطة العملية من الرياضة والقراءة والفنون المباحة والانصراف إلي الجد والاجتهاد ،والابتعاد عن الكسل والراحة وكثرة اللهو .
وأخيرا ينبغي علي الشباب أن يستفرغ وسعه ويبذل جهده في علاج قلبه وإصلاح نفسه ،ويستعين بالله ويحسن التوكل عليه ويعتمد علي نفسه بعد الله ،ولا يكون أسيرا للعواطف والأوهام والشكوك والوساوس ،وربما يجد مرارة وألما في ابتداء العلاج وبداية الطريق الصحيح ،ولكن سيزول عما قريب إذا فتح الله علي قلبه وذاق حلاوة الإيمان وخالط بشاشة قلبه .
أسأل الله أن يصلحنا جميعا ويملأ قلوبنا بالإيمان والحكمة ويجعل حياتنا سعادة حافلة بطاعة الله.
محمد الحسن ولد محمد أحمد
مقال مأخوذ من مدونة الكاتب الشخصية تم نشره :20نفمبر 2010 في جريدة الشعب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق