الأحد، 3 فبراير 2013

مكطع لحجار... معاناة لا تنتهي !! ( تقرير)

منذ فترة ليست باليسيرة ونحن في مكطع لحجار نعيش تحت نير مشكل المياه الممرضة في مرحلة أولى ثم المياه المنقرضة في مرحلة لاحقة, وقد بذلنا كل ما في وسعنا بدءا بالصبر حتى نفد مرورا بالتشكي حتى قصر حال اللغة والإشارات عن إسعافنا بما نعبر به عن المأساة المتفاقمة... ولأن أحدا لم يفهم طبيعة ما نشكو منه, أو لا يريد أن يفهمها على الأصح... احترنا زمنا... فجربنا الوداعة والاحتساب للباري جل جلاله وعولنا على أطرنا الذين ندخر ما بقي لنا من مجهود حفاظا على مكانتهم وأمكنتهم... فإذا بنا وقد استسلمنا لعملية تنويم ميغاطيسي ومغالطات ومزايدات لا تنتهي حتى لا أقول بصريحة العبارة "استسلمنا للكذب".
إحدى المظاهرات السكانية المطالبة بتوفير المياه
لم يكن الزمن في كل هذه الفترة راسيا ينتظر ما يسفر عنه ما نقوم به ولا ما يدور من حولنا بل كانت يد صروف الدهر نهاشة فينا حتى أصبح مرض "لكويتره" ملازما لمكطع لحجار ولا يكاد عنه ينصرف, ويكفي لأي كان لكي يستعيض عن اسم المقاطعة المركب بعبارة موجزة أن يتشفى أو يتألم أو يسخر باسم المرض المذكور الذي أفلس جيوبا وأثقل كواهل أخرى لا حول لها ولا قوة فضلا عن ما سحق من أرواح مسكينة لم تفكر يد العناية الرسمية أن تنتشلها ولو للحظة.. !







تفاقم المشكل أدى أيضا إلى هجرة كبيرة في أوساط ساكني المقاطعة ليجدوا أنفسهم في عداد سكان الأحياء العشوائية التي لا توجد بها أدنى مقومات للحياة فازدادوا بؤسا على عطشهم الذي سيظل ملازما لهم على ما يبدو سواء وهم يستمطرون مياه "لكويتره" أو يستدرون مياه "البراميل" الغالية والنادرة ندرة العناية بمناط تمائمهم ومدرج صباهم وهو يصيف ويتلاشى بفعل أزمة عطشه الخانقة, سوى ما كان أخيرا من الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي زار المقاطعة لوضع الحجر الأساس لتزويدها بالماء الشروب, إلا أن ذلك لم يردف بخطوات عملية ملموسة بشكل سريع.
ولقد أدى ذلك أخيرا إلى ارتفاع بعض الأصوات الشبابية التي ترفض أن تستمر المعاناة فخرجت مجموعة وإن يسيرة معلنة قطيعتها مع الأساليب القديمة في التعامل مع المشكل وكان من نتائج تحركها أن توصلت مع السلطات المحلية إلى حلحلة ظرفية ومتواضعة له... وبعد فترة من ذلك أعلن عن بدأ تنفيذ مشروع "البوحشيشة" الذي يستهدف تزويد المقاطعة بالماء وذلك تحت إشراف الهندسة العسكرية, وقد بلغ عملها حتى الآن حد أنها وضعت عددا من الأنابيب على طول الطريق الرابط ما بين المقاطعة وألاك, وسط غموض تام في ما يخص الأجل المحدد لتنفيذ المشروع والميزانية المخصصة له, وهل هي التمويل الاسباني الذي كان يشيع الحديث عنه في الفترات السابقة أم أنه مجرد مخصص مالي قد لا يضاهي التمويل المذكور مما قد يؤثر على المشروع وعلى نوعيته... !!!
يذكر أيضا أن الأهالي يتوجسون من أن يكون مصير المشروع هو نفس مصير طريق روصو ـ كرمسين الذي تتولى نفس الجهة (الهندسة العسكرية) تنفيذه... وهو أمر مرجح لانعدام الخبرة العملية لها في تنفيذ مشاريع من هذا القبيل كما أن حجم الميزانية المخصصة له دوره في ذلك...
وفي انتظار ما تسفر عنه الأيام ينقسم المقطعيون ما بين متفاءل تفاءلا حذرا بشان المشروع وما بين مرجح أن الأمر لا يعدو كونه ذرا للرماد في العيون... والثابت في الأمر أن المعاناة لا تزال تلتهم السكان المساكين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق