الثلاثاء، 29 يناير 2013

اللعبة المـــــــــــــالية!

الدكتور: أفاه ولد مخلوك
منذ زمن وكل ساكنة المعمورة تسمع جعجعة بلا طحين تهديدات للجماعات المسلحة بإقليم "أزواد " وتلك التي هي بأعماق دولة مالي الإفريقية غير أن تلك التهديدات غيرت حكومة الدولة المركزية بتزكية من أم الحريات وصانعة المجتمعات في زمان البشرية هذا، المستعمرة لذلك المنكب القصي من الأرض قديما وحديثا دولة فرنسا والذين يصدون عن سبيل الله مجرمة الانقلابات إلا على المستضعفين من الجيوش والبلدان لتملأ الحكومة الإنقلابية بمالي الأرض جورا وصراعا وتسكعا نحو ساداتهم الأقدمون مترجمة نباحهم خلفهم بقتل الأبرياء عزلة السلاح دعاة الخير شهورا قبل نهاية السنة الفارطة وغير ذلك، ليتجول عسكريو مالي بعد ذلك في أزياء الغرب وبرقصاتهم وفي طيرانهم بين دول المغلوبين على أمرهم مفاتيح خزائن الأراضي الإفريقية المهلكين شعوبهم ظمأ وجوعا قصدا أو سوء تدبير عساهم يجدون حليفا يشد من أزرهم للقضاء على الجماعات الإسلامية التي تحكم بشرع هي له نتجت وملة هم لها ابتدعوا حسبهم في ذلك أنهم خلافة راشدة ومنبع صافي لقيم العدل والإنسانية الذي أرسته الرسل وآخرهم محمد صل الله عليه وسلم.

ولقد سعت حكومة مالى وأسيادها إلى مباركة ومساندة دول الإسلام ودول العرب المجاورة لأراضي الجماعات المسلحة بالمنطقة ضربا باليد لساعدها، وقطعا للأصابع من أيدهم كانت تلك الأصابع مشلولة أو صالحة لست أدري ولست عنه باحث ولا له مناقش، الشيئ الذي عارضته الجزائر بصرامة مرجحة "وجادلهم بالتي هي أحسن" وهي من يعرف تلك الجماعات أكثر من اللذين ملَكوهم المال والسلاح بحربهم على "ليبيا" وزرعهم للفتن قبل ذلك ظاهرة وباطنة وتبعا لسياسة فرق تسد، لنسمع من رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية إبان محنته التى هرول هو الآخر فيها إلى أسياده هربا من الموت الذي لم يكتبه الله عليه وهو يقول بملئ فيه أن بلده لن يشارك في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، والحال نفسه لا تزال تكرره تونس مع تطبيع لعاصمة المغرب الإسلامي والمتسمية باسمه فتحا لأجوائها للخبير بها ميتمة أبناءهم قديما و"مفرنستهم" حديثا.

بيد أن فرنسا لم تأبه بكل ذلك فعدت عدتها لحرب الجماعات الإسلامية بمالي لتجعل من الأفارقة درعا حصينا لقواتها وتجعلهم لقمة سائغة للمحاربين، وليست فرنسا للخير تطمح ولا عنه باحثة إنما هي عن المال منقبة وله جامعة لتكون اللعبة لعبة مالية بتخفيف نطق الميم واستعمارية هدفها هدف تلك التي كانت القرن الفارط وأخذت منها الآلاف من ترليونات الدولارات، أو أليس حري بهم إعادة التجربة وقطف ثمارها في بلد يعرفون تفاهة حكامه وعدم سماعهم لشعوبهم التي تأكل أرزاقها مقاسمة بين السادة والمسودين؟.

وتتضح لعبة المال حين يمم الجنرال الموريتاني وجهه نحو رئيسه وسيده الفرنسي يشاطره الرأي متوددا له بإمكانية مشاركة موريتانيا في الحرب الظلوم التي تدق طبولها على حدود موريتانيا مع مالي والجزائر تقتل حيوان ووحوش الأرض الموريتانية ناهيك عن الأرواح البريئة التي لم ترتكب من الذنوب غير أنها تركت محمد ولد عبد العزيز يحكمها وإن الله يفعل مايريد.

ولك أيها الإنسان العاقل أن تضحك ملأ فيك حين ترى الرئيس الفرنسي غداة أمس في جزيرة العرب ومكان فر وكر الشنفرى المعروف القائل:

وفي الأرض مَنْأىً للكريم عـن الأذى *** وفيهـا لمـن خـاف القِلـى مُتعـزَّل
لَعَمْرُكَ ما بالأرض ضيقٌ علـى أمـرئٍ *** سَرَى راغبـاً أو راهبـاً وهـو يعقـلُ
ولي دونكم أهلـونَ سِيْـدٌ عَمَلَّـسٌ *** وأرقـطُ زُهْـلُـولٍ وَعَـرفـاءُ أجْـيـلُ
هم الأهـلُ لامستـودعُ السـرِّ ذائـع *** لديهم ولا الجانـي بمـا جَـرَّ يُخْـذَلُ

وهو يطلب من أسياد المال وتبعياته تمويل حربه الغشوم، ليخرج بأعلى قدر من الإنتصارات يقتل العرب والمسلمين بأموال إخوتهم وبتزكيات علمائهم، وبتطبيل شعوبهم وإخوانهم يمدونهم في الغي.

ليبقي الرئيس الفرنسي يُعبد جنود القارة السمراء يضحك على حكام العرب يأخذ من جيوبهم أموالهم وهم عن ذلك راضون ولزعيمه ضاحكون فليضحكوا كثيرا واليبكوا كثيرا ألا ساء مثلا القوم وساء ما يزرون.

أما الرئيس الموريتاني فمنزلة بين المنزلتين لا يريد ظاهرة أن يكون عبدا من عبيد الرابطين له على كرسي الحكم ولا هو بصاحب ثروة يمول بها الحرب، فاختار أن يهادن طلبا للمال ومشاركة في اللعبة المالية ليدفع ثمن لعبته جنود موريتانيا الكرام في شدة برودة عام كان الكهنة يقولون أنه نهاية الخلق والأرض، لتبقي تونس تصون لحد الساعة ماء وجهها، غير مكترثة بالأجواء المفتوحة منحو لها طمعا وخوفا وإن العاقبة للمتقين، فهل هي لعبة مال أو حرب مال بتفخيم الميم؟ أم أن الجمع متبر ما هم فيه وباطل ما يصنعون؟ ولله الأمر من قبل ومن بعد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق